كيف نحافظ على المياه من التلوث؟

تُعدّ المحافظة على المياه من التلوث مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتصل إلى الحكومات والمؤسسات الكبرى. فكل قطرة ماء نقية هي ثروة لا تقدر بثمن، خصوصاً في المناطق التي تواجه ندرة في الموارد المائية. إليك دليل شامل ومتكامل للحفاظ على المياه من التلوث على كافة المستويات:

على المستوى الفردي والمنزلي: “كل نقطة تفرق”

تعد مساهمة كل فرد في منزله خط الدفاع الأول ضد تلوث المياه. ومن أهم الممارسات التي يمكن تبنيها:

• الاستخدام الواعي للمواد الكيميائية:

  • المنظفات: اختر المنظفات ومساحيق الغسيل الخالية من الفوسفات والمواد الكيميائية الضارة. هذه المواد تجد طريقها إلى شبكات الصرف الصحي ومن ثم إلى المسطحات المائية مسببةً ظاهرة “الإثراء الغذائي” التي تقتل الكائنات المائية.
  • المبيدات والأسمدة: تجنب أو قلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية في حديقتك. استبدلها بالبدائل العضوية والطبيعية. فمياه الأمطار يمكن أن تحمل هذه الكيماويات إلى مصادر المياه الجوفية.

  • 

• التخلص السليم من النفايات:

  • الزيوت والدهون: لا تسكب زيوت الطهي المستعملة في حوض المطبخ أو المرحاض. قم بتجميعها في وعاء مغلق وتخلص منها مع النفايات الصلبة. هذه الزيوت تسد الأنابيب وتزيد من صعوبة معالجة مياه الصرف الصحي.
  • الأدوية والمواد الكيميائية: لا تتخلص من الأدوية القديمة أو مواد الطلاء والمذيبات برميها في المرحاض أو البالوعة. استفسر عن نقاط التجميع المخصصة لهذه المواد الخطرة في منطقتك.
  • النفايات الصلبة: لا تستخدم المرحاض كسلة مهملات. تجنب رمي المناديل المبللة، أعواد القطن، أو أي مواد بلاستيكية أخرى.

• الصيانة الدورية:

  • تسريبات السيارات: تأكد من عدم وجود تسريب للزيت أو أي سوائل أخرى من سيارتك. هذه السوائل تتسرب مع مياه الأمطار إلى الشوارع ومنها إلى مصادر المياه.
  • خزانات الصرف الصحي (البيارات): إذا كان منزلك يعتمد على خزان صرف صحي، فاحرص على صيانته وفحصه بشكل دوري لمنع أي تسرب قد يلوث المياه الجوفية.

على المستوى المجتمعي والمحلي: “معاً لنحمي مياهنا”

تلعب المجتمعات دوراً حيوياً في نشر الوعي وتطبيق الممارسات المستدامة:

• حملات التوعية والتنظيف: المشاركة في أو تنظيم حملات لتنظيف الشواطئ وضفاف الأنهار ومجاري السيول. تساهم هذه الحملات في إزالة الأطنان من النفايات البلاستيكية وغيرها من الملوثات.
• دعم الزراعة المستدامة: شراء المنتجات من المزارعين الذين يتبعون أساليب الزراعة العضوية والمستدامة التي تقلل من استخدام الكيماويات الضارة.
• الإبلاغ عن المخالفات: كن عيناً ساهرة على بيئتك. أبلغ السلطات المختصة عن أي مصنع أو منشأة تقوم بتصريف نفاياتها بشكل غير قانوني في المسطحات المائية.

على المستوى الحكومي والصناعي: “التشريع والتكنولوجيا هما الحل”

تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الحكومات والقطاع الصناعي لوضع وتنفيذ سياسات صارمة لحماية المياه:

• سن وإنفاذ القوانين: وضع تشريعات بيئية قوية تمنع المصانع والمنشآت الزراعية من تصريف الملوثات في المياه. يجب أن تشمل هذه القوانين فرض غرامات رادعة على المخالفين.
• تطوير البنية التحتية:
  • محطات معالجة مياه الصرف الصحي: الاستثمار في بناء وتحديث محطات معالجة مياه الصرف الصحي لتكون قادرة على إزالة الملوثات المختلفة، بما في ذلك الملوثات الكيميائية والدوائية.
  • إعادة استخدام المياه المعالجة: تشجيع استخدام المياه المعالجة في أغراض مثل ري الحدائق والمساحات الخضراء والتبريد الصناعي، مما يقلل الضغط على مصادر المياه النقية.
• مراقبة جودة المياه: إنشاء شبكة متكاملة من محطات المراقبة لقياس جودة المياه بشكل مستمر في الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية والشواطئ، واتخاذ إجراءات فورية عند اكتشاف أي تلوث.
• تشجيع التقنيات النظيفة: تحفيز المصانع على تبني تقنيات الإنتاج الأنظف التي تقلل من استهلاك المياه وتحد من كمية الملوثات الناتجة عن العمليات الصناعية.

إن حماية مواردنا المائية من التلوث ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة حتمية لضمان صحة الإنسان واستدامة البيئة والأجيال القادمة. تبدأ التغييرات الكبيرة بخطوات صغيرة، ومساهمتك اليومية هي جزء أساسي من الحل.